أمير نابلسي
إنعكاسات سَرابية
2021
صور فوتوغرافية، طباعة نافثة للحبر على ورق أرشيفي بأحجام مختلفة.
أمير نابلسي فنان. يعيش في مدينة القدس. يعتبر أمير التصوير وسيلة للتعبير ولإكتشاف الذات، والتعرف على أسرار النفس الكامنة. فيجد أن الصورة الفوتوغرافية هي إنعكاس للعوالم الداخلية الغامضة. ويستخدم أمير الكاميرا كأداة لتصوير وتأمل عالمه الداخلي لتفسيره وفهمه.
يعرض أمير نابلسي مجموعة من الصور الفوتوغرافية يتقصى فيها أشعة الشمس المتساقطة على مسطحات مختلفة، ويلاحق ضوء الشمس بوصفه فرصة لا تعوّض.
مطاردة الضوء هو هاجس يلاحقه منذ الطفولة حيث كبر وترعرع في بيت في البلدة القديمة في القدس لا يدخله ضوء النهار سوى وقت الظهيرة لوقت محدود وقصير. يُنعش إنبعاث الشعاع المنكسر على أطراف أثاث منزلية ذاكرته ويحيي فيها ومضات من زمن ولّى. فيقوم بتوثيق رقعة الشمس لإمتصاصها والتشبع منها ويروي بها تعطشه لضوء الشمس طفلاً.
لا ينحصر تركيز الفنان على تخلل الضوء فقط بل على ملمس الاشياء التي يسقط عليها، يفيض الغرض المضاء بالأشعة المتقطعة والمؤقتة بالحياة. يمنح تموّج الظل والضوء الأغراض تدرجات مختلفة من الألوان. تتراكم طبقتان: الأولى هي المادة والثانية هي شاشة الضوء والظل الوهمية التي لا تُلمس بل يتم استشعارها عبر عدسة الكاميرا بعذوبة تترك أثرًا مُواسيًا.
فيرى أن الأنسان لا يتعرّْف على ذاته الحقيقية الإ عندما يقرُّ أنه كبشر مجبول من كتلة خير وشر معاً، ولا يرتقي الإ عندما يتقبل نفسه بنورها وظلامها. فالحفر بالأعماق داخل النفس بالطبقات المظلمة والإبحار بالنور والظلام يجعلنا نكتشف ذواتنا الحقيقية والوصول الى أصل جذورنا، وبالتالي تسقط الاقنعة عن الذات الزائفة وتتجلى الذات الحقيقية بكل وضوح.